تيمولاي 24: الأستاذ جمال أوضرب
عرفت تيمولاي على غرار الكثير من المناطق قديما بالمغرب تفشي أمراض
فتاكة أودت بحياة العديد من السكان، ومن أبرزها المرض الذي سمي محليا ب "تيمسي
" ⵜⵉⵎⵙⵙⵉو بالعربية الجدري وبالفرنسية la variole. وهو
مرض فتاك ترك آثارا كبيرا في نفوس بعض من عاشوا الفترة ونجوا بأعجوبة في فترة استفحل
فيها الجوع والتسيب الخطير وذهب ضحيتها آلالاف من الأشخاص بل وقضى على دواوير وبلدات
بأكملها.
وتقول الرواية الشفوية المحلية أن أهل تيمولاي كان يتناوبون على
دفن الجثث، كل ونوبته يكلف بحفر القبر إلى الدفن، ويحكى أن أحد ضحايا تلك الجائحة وهو
من أحد الدواوير المجاورة لتيمولاي أظن من ايت رخاء، كان يحتضر، وطلب منه الذي وصلت
نوبته من أهل تيمولاي بأن يصاحبه إلى المقبرة ليتفادى حمله وينتظر أن تخرج روحه ليدفنه
دون عناء...
وكان عندما يجتاح مكانا ما يضرب عليه الحصار أو ما يسمى حاليا بالحجر
الصحي
Confinement لتجنب
العدوى بين السكان.
وحسب الرواية الشفوية دائما فإن الدواء المستعمل في تلك الفترة لإنقاذ
المصاب به هو استعمال القيح أو "أرصد" بالامازيغية المأخوذ من المريض المطروح
الفراش بواسطة إبرة
aiguille وتلقيحه
به.
وأول شئ قام به الفرنسيون فى المنطقة لدى وصولهم في الثلاتينات هو
تلقيح جميع السكان ضد هذا الداء المعدي، وبذلك التلقيح والتوعية قضي عليه نهائيا إلى
يومنا هذا.
وتوجد فوق أكتاف بعض الأشخاص المسنين بوضوح علامة التلقيح التي تلقوها
ضد هذا المرض الخبيث وعلى أوجه المصابين الذين نجوا من الموت تظهر بكل وضوح علامات
وثقب ( الحفر )..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق