الثلاثاء، 12 مايو 2015

الشخصية التاريخية ” بولحيا ” الحاكم العسكري للمنطقة إبان الاستعمار .



تيمولاي 24: الأستاذ ابراهيم نجيب 
قليل من السكان من يعرف بأن “بولحيا” اسمه الحقيقي هو “ميكائيل”. كان حاكما عسكريا ببويزكارن و المناطق المجاورة لها إبان الاستعمار الفرنسي للمنطقة، يهودي تونسي عاش في المغرب ردحا من الزمان, جنسيته فرنسية, تعلم اللغة الأمازيغية و يتحدث بها بطلاقة، مما سهل له التواصل مع السكان، الكل في تيمولاي يتذكره و يروي عنه، و يتحدث عن صفاته و منجزاته. لقد كان رجلا مجدا و حازما يحب العمل و يتميز بالشدة و القسوة أحيانا، من بين الأعمال التي مازال السكان يتذكرونها : شق الطرق، فبعد ما كانت حقول تيمولاي كغابة لا يمكن الولوج إليها – فقد كانت القناة المائية هي الوحيدة التي تشق وسط الحقول – استدعى انفلاس*و الجماعت و تحدث معهم في الموضوع و أخبرهم بأهمية شق الطرق وسط الحقول حتى يتسنى للسكان استعمال وسائل لنقل منتجاتهم دون عناء، فأخبروه بعد المشاورة مع السكان، أنهم يخافون على منتجاتهم، فقال لهم :”وانا يوكرن تيففلت، ترمس فلاس ران ئتوقين اركيغ تنوا تي مال” بمعنى من ضبط و هو يسرق الفلفل, سيحبس حتى ينضج فلفل العام المقبل.
و من بين المنجزات التي سجلها له السكان أيضا منع الماعز و الجمال من الرعي في الأماكن التي يتواجد فيها أركان، و كان يمنع الرحل من الدخول إلى مجال أركان. كان دائما يقول للسكان عليكم الاهتمام بتنمية منطقتكم. فعندما سأخرج لن أحمل معي إلا ما يحمله الفقيه عندما تطرده القبيلة من المسجد أي لن يحمل معه إلا الجلباب، السكان دائما يقارنون بين “بولحيا” و من تنتدبه السلطة لتمثيلها. فمثلا إذا اشتكى شخص برجل اعتدى على ملكه و ترامى عليه فاستدعاهما الحاكم سائلا الأول, كيف حصلت على هذه الأرض ؟و هل لك حجة على ما تدعي ؟ فأجابه بأن أجداده كانوا يستغلونها. فسأل الثاني، فأخبره أن الأرض ملك له، يعمل فيها و هي مصدر عيشه هو و أولاده، و هذه حجته. فحكم لهذا الأخير. و كانت أحكامه تنفذ على الفور. و لا يمكن تأجيلها أو استئنافها.
يرجع الفضل لميكائيل في غرس شجر الصبار المعروف بأكناري في مجموعة من المناطق فكان ينصح السكان بالجد و العمل و استغلال الإمكانيات المتوفرة, أنجز بولحيا الكثير من الأحواض في مجموعة من المناطق خصوصا الجبلية منها، ما زالت صالحة للاستعمال, فيما لم تعد الأحواض الحديثة قادرة على الصمود ..
استطاع” بولحيا” بتجربته و حنكته و تواصله مع السكان، تحقيق مجموعة من المنجزات و الأعمال الجليلة التي مازالت تشهد بكفاءة هذا الرجل الذي بقي على لسان سكان القبيلة، رغم خروج الاستعمار من المغرب مند نهاية الخمسينات. احترم أعراف السكان و نظمهم  القانونية  فكان   دائما   على  اتصال     بالمجلس  الجماعي الذي تمثله اللجنة أو “أيت أربعين”* أو “انفلاس”* فكان يستشيرهم في كل صغيرة و كبيرة. كما أنه رغم ديانته اليهودية التي لا يعرف الأغلبية بانتمائه إليها، احترم شؤون المسجد التي كان المجلس الجماعي يتكفل بها، فكان المسجد في ذلك الوقت مؤسسة للتربية و التكوين و ليس فقط مجال خشوع و عبادة. فكانت الجماعت هي التي تموله و تسيره.
أما في مجال السقي، فالفضل يرجع إلى بولحيا في إعادة كتابة “كناش العين” الذي يتضمن أسماء العائلات التي تتوفر على حصصها من العين أي “تيرام ن تناسين”, فتمت إعادة الكتابة بشكل منظم متضمنا أسماء العائلات و حصصها طوال أيام الأسبوع . … .

     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق