الجمعة، 12 يونيو 2020

من حملة كتاب الله التيمولائيين: سيدي عبل كوكوس جنان رحمه الله



تيمولاي24: الحاج إبراهيم إدبوحماد 
يسعدني اليوم أن أتحدث عن شخصية من أهم وألمع شخصيات تيمولاي أوفلا، وهي كذلك من أسرة مجيدة وعريقة في تيمولاي أوفلا هي أسرة إد ككوس.
وشخصيتنا هي سيدي عبل بن محمد بن ككوس بن الحسين وغاض، الملقب بجنان. له إخوة بالأب أحفاد إدسيدي حمو من الأم، ويسكنون بتيمولاي إزدار، كما له إخوة أشقاء يسكنون تيمولاي أوفلا.
نشأته وثقافته:
نشأ سيدي عبل كعادة أهل تيمولاي متجها إلى تعلم القراءة والكتابة، متفرغا لذلك بحكم صغره إذ هو أصغر إخوته.
بدأ تعلم القرآن في مسجد تيمولاي أوفلا العتيق والعريق حوالي منتصف عقد الخمسينات سنة 1945 م عند الفقيه سيدي مبارك أموح الملقب بمقور، وبعد حفظه القرآن انتقل إلى مدرسة القراءات القرآنية المعروفة بسيدي همو الحسن الأخصاصية حوالي 1950 م عند الأستاذ الكبير في هذا الفن سيدي الحاج محمد اعبد الكريم الأخصاصي الذي أتقن القراءات السبع إتقانا جيدا.
هناك تمكن سيدي عبل ند ككوس من حفظ القرآن الكريم حفظا جيدا، بل أضاف لحفظ رواية ورش عن نافع حرفي قالون والمكي، وقد تأثر بأستاذه تأثيرا كبيرا ولم يفتر لسانه عن ذكره وتعداد مناقبه، بقي هناك إلى حدود سنة 1952 م أو 1953 م.
ودع مدرسة سيدي همو الحسن إلى تيمولاي، ومنها إلى تمنارت عند القائد محمد البشير التامانارتي حيث ظل هناك إلى أن قتل القائد.
فعاد إلى تيمولاي ليتزوج، ثم ليشد الرحال مع زوجته إلى تونس، وهناك رزق ابنه البكر محمد جنان مع أختيه الكريمتين، ثم رجع إلى تيمولاي مع أسرته، فصار يتردد على تونس إلى أن قرر السفر إلى الديار الفرنسية سنة 1964 م تقريبا.
أخلاقه وشيمه:
كان رحمه الله إنسانا طيبا، فكها، لم تغادر البسمة والنكتة شفتيه، وكان محبا لأهل الخير والصلاح لاسيما حملة القرآن، ومنذ ان اكتحلت عيناي بمرآه أحسست بشعور خفي يجذبني نحوه، بل نحو الأسرة الكوكوسية جمعاء، وكيف لا وبيننا روابط قرابة و وشائج أسرية ومحبة قوية وصادقة.
وقد كان رحمه الله منشط المجالس بتضحياته في كل شيء، خاصة ما يتعلق برئاسة جماعة الطلبة، وهو الذي يفتتح القراءة ، وقبلها كان ينشد أبياتا شعرية بلحن شجي، وأداء مؤثر متميز، ولم أكن وقتها أعرف معناها ومجالها، فلما امتد بنا العمر واتسعت مداركنا شيئا ما أدركت أن تلك الأبيات هي من :
·        منظومة ابن بري في أحكام قراءة نافع برواية ورش وقالون.
·        أو من منظومة الشاطبي في القراءات السبع.
ولا يزال لحن تلك الأبيات على لسان سيدي عبل يرن في أذني إلى اليوم.

كان سيدي عبل يقضي عطلته الصيفية في البلدة كعادة التيمولائيين إلى أن تقاعد، وبقي في بلدته تيمولاي مرتبطا بالمسجد وقراءة الحزب الراتب، وفلاحة أرضه وسقي أشجاره، وهكذا إلى أن أن انتقل إلى بويزكارن لظروف عائلية، فقام بالعمل نفسه، وهكذا إلى أن وافاه الأجل المحتوم بتاريخ 12 شعبان 1419 ه الموافق ل 01 دجنبر 1998 م، فغادرنا تاركا صيتا طيبا بين جيرانه ، وبين أهل قريته ومحبيه ومعارفيه، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، وبارك في ذريته ٱمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق