Slider

تيمـــTVــمولاي

آخر الأخــبار

آراء ومـواقف

Banner

تاريخ و شخصيات

المجتمع المدني

ثقافة و عادات أمازيغية

صور

» » من أمريكا هشام أودمين يفصح عن مشروعه و يكتب : هل هناك رجال في تيمولاي ؟



تيمولاي24: هشام أودمين 


          لست صاحب العنوان اعلاه , بل هو كلام سمعت "ايت تمولاي" في زيارتي الاخيرة للقرية,  يلوكونه بين السنتهم ويرددونه صباح مساء عدد ذكرهم لتكبيرة الاحرام او اكثر. " ليس هناك رجال في تيمولاي" عبارة صمت آذاني من فرط تكرارها , والكل يستثني نفسه من  ما يحدث في "تيمولاي" و يتهم الاخر . فحينا يتهم الجماعة المحلية و حينا اخر يتهم الجمعيات, فترى انصار الاولى يتهمون انصار الثانية وترى ايضا العكس , ليكون في اخر المطاف الانسان "التملائي" الضحية بين هذه الصراعات السياسية التي تنخر جسد تيمولاي منذ ستينيات القرن الماضي.
       خلال الست سنوات الماضية لم ازر "تيمولاي" الا مرتين , وجدت وجهها قد شاخ و شحب لونه , في حين نسمع عن انجازات الجماعات المحلية المجاورة ,  و نتتبع اخبارها ونحن مسرورين لهم ومأسوفين على حال جماعتنا التي ضاع مجدها وخرب بنيانها وتحطمت احلام ابناءها. لقد اتفقت عقارب الساعة مع الزمن كي يقفوا دقيقة صمت على روح  "تيمولاي" , لكن هذه الدقيقة امتدت لتصير سنوات بل عقود من الصمت و السكون المخيف , فتراكم الصدأ على عجلة التنمية وشلت حركتها .
         زرت "تيمولاي" منذ شهر تقريبا , وقادني الفضول لأتجول بين ازقتها واقف على أطلالها ,  ولم اترك فيها شبرا إلا وطأته بقدمي , فزرت ساقيتها , و عرجت على بورها ,  وتجولت بين منازلها, لقد فحصتها زنقة زنقة بيت بيت شبر شبر .. لم اكن ابحث عن شيء ولكن لان كل زاوية من زوايا تيمولاي تخبئ لي ذكرى قد نسيتها او تناسيتها , فأحببت ان اتخيل نفسي حين كنت صغيرا في كل زاوية و ركن , نعم لقد كان احساسا رائعا و مروعا في نفس الوقت. انتهى بي المطاف وانا اتجول في "تيمولاي" على الدروب المنهارة بسبب الاهمال من جهة و بسبب عوامل الطبيعة من جهة ثانية, وقفت على منظر يدمع العين و يدمي القلب ويدمر الخاطر , وكنت عصي الدمع كي لا يقال لي كما قالت عائشة بنت الاحمر  لابنها ملك غرناطة ابو عبد الله محمد حين وقف على ربوة واخذ ينظر خلفه ليلقي  نظرته الاخيرة على مملكة  غرناطة التي طرد منها وهو يجهش بالبكاء فقالت له امه:" ابكي كالنساء على ملك  لم تحافظ عليه كالرجال."
   دعوني اصارحكم انني السبب فيما حصل و يحصل في "تيمولاي" وايضا أنت و انت وانتم و هم و هن ونحن وكل الضمائر الغائبة والحاضرة التي لها حقا ضمير , فكفانا تحميل المسؤولية جهة معينة و ننسى انفسنا. بالله عليكم هل رأيتم مياه "اكي نوطفي" كيف اصبح لونها؟؟؟ لقد صار لونها شديد البياض بسبب مواد التصبين القاتلة التي ابادت ساقية تيمولاي, عندما القيت نظري على الماء في الوهلة الاولى ولشدة بياضه , ظننت اني في الجنة وان ما ارى ليس الا نهر من انهار اللبن المصفى المذكورة في القرآن. لكن هيهات ان يكون الامر كذلك , لقد تغير لون الماء بسبب القذارة والأوساخ الناتجة عن غسل اطنان من الزرابي والملابس واحصرة " ايت تمولاي",  بل حتى الدواور المجاورة تساهم ايضا في تلويث عين "تيمولاي" الذي قارب عمره خمسمائة سنة او يزيد.
        اما عن النفايات المنزلية , فحدث ولا حرج, الحاويات الصغيرة و القليلة مليئة عن آخرها , بل لا تكاد ترى لصغر حجمها وكثرة الازبال المحيطة بها , والطامة الكبرى هي ان هذه الحاويات توجد على عتبة بعض المنازل , وقد رأيت الاطفال الصغار بأم عيني يلعبون و يلهون مع اقرانهم الجراثيم والذباب و البعوض فوق هذه الازبال و حولها. ومن السهل جدا ان يصاب هذا الطفل بعدوى لا قدر الله او مرض يستحيل معه العلاج , و بالإمكان لهذا الطفل ان ينقل هذه الامراض الى اخته او اخيه الرضيع او امه الحامل او ما شابه. وما اغضبني قول احدهم ان بعض الاهل يسرقون هذه الحاويات لاستعمالها في اغراضهم الشخصية داخل البيت. فلمن سنحمل المسؤولية اذا ؟؟ السلطة ,,, ؟ الجماعة المحلية ,,, ؟ ام للجمعيات ؟ بل نحن جميعا مسؤولون .
     لقد غاظني كثيرا ما رأيت , وغاظني اكثر من ينشد و يقول " العام زين " فينظم الحفلات و المهرجانات و الأمسيات .  انا لست ضد الاحتفالات و المواسم , بل سأكن اول من يساهم فيها ان طلب مني ذلك, لكن المعروف و المتداول هو ان الحفلات تأتي بعد الإنجازات ,  فلا معنى ولا قيمة للحفلة بدون تحقيق ما هو اولى و اهم و إلا صرنا كمن يرقص امام الاعمى او من يعزف للأصم .
    "تبنى القرى بسواعد ابناءها " هذه عبارة نقشت في ذاكرتي منذ نعومة اظافري , لقد قرأتها اول مرة على لافتة علقت خلف منصة في حفلة ب ساحة "ارارن" نظمت من طرف احدى جمعيات تيمولاي. ومنذ ذلك اليوم و انا اترقب و انتظر متى ستبنى "تيمولاي" بسواعد ابناءها, طبعا لن ننكر ان هناك فئة تهمها المصلحة العامة للقرية وتحب الخير لأهلها , لكن كما يقال : العين بصيرة و اليد قصيرة.
   وبعد عودتي من المغرب منذ شهر تقريبا, و لكي لا نحصر احلام و امال ايت "تيمولاي" في عبارة "العين بصيرة و اليد قصيرة" ونقف نتفرج مكتوفي الايدي في ما يحصل, فقد عزمت باذن الله ان اضع اللبنة الاولى لمشروع بيئي ينقد جماعة "تيمولاي" و اهلها من كارثة الازبال و النفايات المنزلية, ولن يتحقق هذا الحلم الا اذا شمر اهل تيمولاي صغيرهم و كبيرهم عن ساعديه و وضع يده على يد اخيه من اجل تيمولاي نظيفة. لذى اول ما استعنت به بعد الله عز و جل هو السيد عبد الهادي الطاهير ابن تيمولاي المقيم بالديار الكندية, وقد سافرت الى كندا الاسبوع الماضي للقائه والتحدث معه عن هذه المبادرة ,  ثم بعد ذلك اتصلت بالسيد محمد احيا ابن الحسين التملائي المقيم بالديار الفرنسية , و اتصلت بالسيد نائب كاتب المجلس باحمان علي , واتصلت ايضا بالسيد مبارك اوسي احد رجالات تيمولاي , ثم اتصلت بالسيد رشيد مسعودي عضو المجلس الجماعي تيمولاي , فكانت المفاجأة ,,,     يتبع
التتمة في الايام القليلة المقبلة










«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم

1 التعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته سي هشام كلامك في صميم

    ردحذف