تيمولاي 24:بوزرع ابراهيم
قمت بجولة رفقة أحد الأصدقاء بالمنطقة ، وبينما نحن نسير وسط خراب و دمار تيمولاي إزدار العتيقة ، تحسرت
كثيرا على ضياع هذا التراث و انعدام أي تدخل سواء من المجتمع المدني الهش و الضعيف
المنتهي الصلاحية في أغلب إطاراته ، أو من المسؤولين المحليين و الجهويين على
تدبير الشأن المحلي و مندوبية وزارة الثقافة المنوط بها العناية و الاهتمام بهذا
المجال . حتى أنني استحييت من ضيفي عندما اقتربنا من حقول تيمولاي لتعترضنا "
مزبلة دو اكيدي " إحدى أبرز النقط السوداء بالقرية
قد يقول قائل كما هي عادة محدودي التفكير و
المرضى بعقدة الجمعيات: أين المجتمع المدني ؟؟؟
أقول : صدقت هذا سؤال وجيه أريد به باطل ،
الجمعيات تبذل كل ما بوسعها من أجل النهوض بالمنطقة و هي تعتبر شريكا أساسيا في رسم السياسات التنموية و الترافع حول قضايا
الشأن المحلي لكن إذا وجد مجلس جماعي في المستوى و ليس كهؤلاء الجهلة المعرقلين
للفعل المدني و لأبرهن لهؤلاء العميان على
طرحي سأقدم لهم مثالين لعرقلة و محاولة نسف مشروعين يرومان خدمة المنطقة :
المشروع الأول :
تجهيز النادي النسوي لجمعية النور للطفولة و الشباب :
فقد سعت الجماعة جاهدة إلى عرقلة هذا المشروع
مستعملة في ذلك كل الوسائل من إغراء و تهديد بالمتابعة القضائية.... و تولى كبر
ذلك الشيطان الأكبر محمد أولمختار الذي أغرى الجمعية ببقعة أرضية و قام هذا الشيطان
بقطع التيار الكهربائي عن النادي و نشر الإشاعات الكاذبة لتخويف المستفيدات من هذا
المرفق و قد تم له الأمر حيث استدرج بعض المستفيدات و اكترى لهن محلا لممارسة نشاطهن التعاوني . و رغم ذلك واجهنا هذا
الشيطان الأكبر و تلميذه الشيطان الأصغر الحاج أودمين وبعض زبانيته و أبرزهم أحد
المجازين الذي قاد الحرب الإعلامية بالكذب و البهتان في الفايسبوك مختبئا وراء أسماء مستعارة أو منتحلا لشخصية
الغير ، و قد خيب المعطل الآمال فطرد من
مكتب الجمعية ليلة العيد فابتهجنا
بالمناسبة و فرحنا بهذا الإنجاز الذي أثلج صدور الشرفاء بالقرية ، و انتصرت الجمعية في الأخير و تم المشروع بعد مخاض عسير و استفادت الساكنة من المبادرة و صدق الله تعالى القائل :"إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً "
المشروع الثاني :
مشروع تطهير تيمولاي إزدار من النفايات
المنزلية :
و هو أبرز المشاريع الذي تراهن عليه
المنطقة نظرا لأهميته و أولويته ، اشتغلت الجمعية على المشروع بإشراف من الأستاذ ابراهيم الذهبي
مشكورا و بمتابعة من الأخ طاهر عبد الهادي الذي استطاع من خلال علاقاته بأمريكا
الشمالية أن يجري اتصالاته ببعض أطر الوكالة اليابانية للتنمية ، فأرسل لنا ملفا
لإعداده و نظرا للعراقيل التي ووجهت بها مبادرات الجمعية سابقا و أخذا بعين
الاعتبار لأهمية الشراكة مع جهات متعددة و أبرزها المجلس الجماعي ، هذا الأخير سلم
له المشروع من أجل احتضانه دون أي رد يذكر ،توقفنا عن اتمام المشروع و الذي سلمناه
لجمعية " تنمولا للبيئة " و التي واجهت نفس المصير رغم أن أعضاءها ليست
لهم أية انتماءات سياسية تذكر ، وقد قابل الرئيس أعضاء جمعية تينمولا بتسويفه
المعتاد و ترديده لكلمة :"واخا واخا
" ليتم إقبار المشروع إلى أجل غير مسمى . و لا ننسى أن نذكر كذلك بمجهودات الجالية في
فرنسا و أخص بالذكر المجهودات المحمودة
للأخ إدعيسى علي الذي أشرف على أحد المشاريع بتنسيق مع جمعية تيمولاي إزدار
للتنمية .
و عودة لموضوع المقال يبدو للمتتبع للشأن
المحلي أن الهوية البصرية لتيمولاي العتيقة تأثرت كثيرا بالأمطار العاصفية الأخيرة التي أكملت الخراب و الدمار
السائد منذ عقود ، و الذي سببه الإهمال و انعدام الوعي بأهمية البنية المعمارية
الأمازيغية للمنطقة ، و اللامبالاة السائدة ترجع إلى عدم اعتبار التراث المادي لتيمولاي
ركيزة أساسية في التنمية المحلية المستدامة ، و أيضا انعدام سياسة محلية مهتمة بالتراث و
تثمينه و المحافظة عليه مع غياب رؤية
تنموية شاملة تستحضر البعد الثقافي في برامج الفاعل المدني بالمنطقة .
ليست هناك تعليقات: