تيمولاي 24:بوزرع ابراهيم
في غياب التأطير السياسي
لأيت تيمولاي و انعدام فعل مدني حقيقي قادر على الرفع من مستوى وعي الساكنة وتصحيح
نظرتها للشأن العام ، تبقى مفاهيم لوبي
الفساد المترسخة في الأذهان ، فلطالما نوهت الساكنة بأعضاء العصابة من مصاصي دماء
أيت تيمولاي نظرا لما تسديه من خدمات و من
أعمال جليلة قذرة في شتى المجالات ، فمثلا يقولون أن السمسار الفلاني تجده في
الرخاء و الشدة و إن اتصلت به في أوقات متأخرة من الليل يهرول مسرعا بسيارته من
أجل الإنقاذ و الإغاثة ، قد يحمل امرأة إلى المستشفى و يزود مريضا بما يحتاج من
الأدوية و يدافع عن البعض ضد السلطة من أجل إتمام أشغال البناء ، و ربما يحمل
التلاميذ إلى مؤسساتهم البعيدة ،خدمات لا تنتهي طوال السنة و بدون توقف ، لكن
السؤال المطروح : أهؤلاء السماسرة يحبون أيت تيمولاي لهذه الدرجة , و ما هو
المقابل وراء كل هذه الأعمال الجليلة ؟ أهي في سبيل نيل الأجر و الثواب ؟
الجواب واضح ، إنهم
يتلاعبون بنا و يرسخون فينا غلبة المصالح الشخصية على المصالح العامة ذات النفع
العميم ، إنهم بخدماتهم يضمنون ولاءنا و يشترون صمتنا ، و يغرقوننا في أكاذيبهم
لنسيان المصالح العامة التي ألغوها من حسابتهم من أجل الاستمرار في حلب بقرة
الجماعة مصدر عيشهم و تراكم ثرواتهم ، مقابل خدماتهم اليسيرة تضيع مصالحنا الكبرى
، يسكت البعض لأن العضو الفلاني حمل زوجته في سيارته في منتصف الليل في فترة
المخاض و نسي أن هؤلاء المجرمين قتلوا مئات الأجنة بسبب عدم توفيردار للولادة
بالجماعة و كذلك تعطيلهم لخدمات سيارتي الإسعاف المركونة في مرآبهم المهجور و التي
تسبب غيابهما في وفاة امرأتين ستبقى أرواحهما الطاهرة عالقة في ذمة أعضاء العصابة
المسؤولين المباشرين عن موتهما .
يسكت التلميذ الفلاني لأن أحد أعضاء العصابة
تصدق عليه على حافة الطريق فأخذه إلى وجهته ، و نسي أن هؤلاء كان الأجدر بهم الترافع
و العمل بجد من أجل بناء مؤسسته بالقرب من بيته أو توفير نقل مدرسي يعفيه من ثقل
المصاريف و طول الانتظار ....يهلل مجموعة من الشباب و يطلقون ألسنتهم بمدح أحد
أعضاء العصابة المتخصص في التنويم الرياضي للشباب لأنه تصدق عليهم ببذل رياضية و
كرات قدم ، و نسو أن مئات الدراهم التي أطلقت ألسنتهم بالمدح عطلت إيجاد ناد رياضي
بمنح قارة يجد فيه الشباب ضالتهم لتنمية مواهبهم و المشاركة في بطولات العصبة و
غيرها ..... يسكت فلان و علان لأن الرئيس غض الطرف عن بنائهم لمنازلهم و استخلص
فقط منهم رخصة مفبركة لا تتجاوز دراهم معدودة ليضيع هؤلاء و هؤلاء عن الجماعة
مداخيل مهمة كانت ستأتي بمصالح عامة عديدة تساهم في تحسين عيش الساكنة و تخفف عنهم
ويلات الجحيم الذي يعيشون فيه ...يجود أحدهم على مرضى تيمولاي ببعض الأدوية
المجانية التي توفرها الدولة و يستولي عليها هؤلاء و أذنابهم ، فينطلق العليل
المسكين مادحا أفراد العصابة الذين
يتصدقون على الكادحين بيسراهم و يذبحون مصالحهم العامة بيمناهم من خلال التواطؤ مع
الممرض الفاسد الذي نجا بجلده من لجان التفتيش بسبب شهادة حسن السيرة و جميل
السلوك التي وقعها له أعضاء العصابة لتذهب المصلحة العامة في مجال الصحة بغير رجعة
و يستمر الممرض الفاسد في امتصاص دماء المرضى المسحوقين .
صور عديدة تبين أن لوبي
الفساد بمفاهيمه العرجاء غيب المصلحة العامة التي تتعالى عن المصالح الشخصية
الضيقة ، إنها مصالح باقية ذات نفع عميم و آثار إيجابية على الجميع ، إنهم طيلة
خمس سنوات اشتروا ضمائرنا و ألستنا بجزرهم لكن عصاهم الغليظة دكت مصالحنا العامة
فغابت مشاريع التنمية و العيش الكريم ، غرقنا في الظلام و الجحيم و اغتنى أعضاء
العصابة و راكموا الثروات و العقارات على حساب مصالحنا العامة التي غابت إلى أجل
غير مسمى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق