الثلاثاء، 28 يوليو 2015

المصلحة العامة أولا يا أيت تيمولاي




تيمولاي 24:بوزرع ابراهيم



في غياب التأطير السياسي لأيت تيمولاي و انعدام فعل مدني حقيقي قادر على الرفع من مستوى وعي الساكنة وتصحيح  نظرتها للشأن العام ، تبقى مفاهيم لوبي الفساد المترسخة في الأذهان ، فلطالما نوهت الساكنة بأعضاء العصابة من مصاصي دماء أيت تيمولاي  نظرا لما تسديه من خدمات و من أعمال جليلة قذرة في شتى المجالات ، فمثلا يقولون أن السمسار الفلاني تجده في الرخاء و الشدة و إن اتصلت به في أوقات متأخرة من الليل يهرول مسرعا بسيارته من أجل الإنقاذ و الإغاثة ، قد يحمل امرأة إلى المستشفى و يزود مريضا بما يحتاج من الأدوية و يدافع عن البعض ضد السلطة من أجل إتمام أشغال البناء ، و ربما يحمل التلاميذ إلى مؤسساتهم البعيدة ،خدمات لا تنتهي طوال السنة و بدون توقف ، لكن السؤال المطروح : أهؤلاء السماسرة يحبون أيت تيمولاي لهذه الدرجة , و ما هو المقابل وراء كل هذه الأعمال الجليلة ؟ أهي في سبيل نيل الأجر و الثواب ؟
الجواب واضح ، إنهم يتلاعبون بنا و يرسخون فينا غلبة المصالح الشخصية على المصالح العامة ذات النفع العميم ، إنهم بخدماتهم يضمنون ولاءنا و يشترون صمتنا ، و يغرقوننا في أكاذيبهم لنسيان المصالح العامة التي ألغوها من حسابتهم من أجل الاستمرار في حلب بقرة الجماعة مصدر عيشهم و تراكم ثرواتهم ، مقابل خدماتهم اليسيرة تضيع مصالحنا الكبرى ، يسكت البعض لأن العضو الفلاني حمل زوجته في سيارته في منتصف الليل في فترة المخاض و نسي أن هؤلاء المجرمين قتلوا مئات الأجنة بسبب عدم توفيردار للولادة بالجماعة و كذلك تعطيلهم لخدمات سيارتي الإسعاف المركونة في مرآبهم المهجور و التي تسبب غيابهما في وفاة امرأتين ستبقى أرواحهما الطاهرة عالقة في ذمة أعضاء العصابة المسؤولين المباشرين عن موتهما .
 يسكت التلميذ الفلاني لأن أحد أعضاء العصابة تصدق عليه على حافة الطريق فأخذه إلى وجهته ، و نسي أن هؤلاء كان الأجدر بهم الترافع و العمل بجد من أجل بناء مؤسسته بالقرب من بيته أو توفير نقل مدرسي يعفيه من ثقل المصاريف و طول الانتظار ....يهلل مجموعة من الشباب و يطلقون ألسنتهم بمدح أحد أعضاء العصابة المتخصص في التنويم الرياضي للشباب لأنه تصدق عليهم ببذل رياضية و كرات قدم ، و نسو أن مئات الدراهم التي أطلقت ألسنتهم بالمدح عطلت إيجاد ناد رياضي بمنح قارة يجد فيه الشباب ضالتهم لتنمية مواهبهم و المشاركة في بطولات العصبة و غيرها ..... يسكت فلان و علان لأن الرئيس غض الطرف عن بنائهم لمنازلهم و استخلص فقط منهم رخصة مفبركة لا تتجاوز دراهم معدودة ليضيع هؤلاء و هؤلاء عن الجماعة مداخيل مهمة كانت ستأتي بمصالح عامة عديدة تساهم في تحسين عيش الساكنة و تخفف عنهم ويلات الجحيم الذي يعيشون فيه ...يجود أحدهم على مرضى تيمولاي ببعض الأدوية المجانية التي توفرها الدولة و يستولي عليها هؤلاء و أذنابهم ، فينطلق العليل المسكين مادحا أفراد العصابة  الذين يتصدقون على الكادحين بيسراهم و يذبحون مصالحهم العامة بيمناهم من خلال التواطؤ مع الممرض الفاسد الذي نجا بجلده من لجان التفتيش بسبب شهادة حسن السيرة و جميل السلوك التي وقعها له أعضاء العصابة لتذهب المصلحة العامة في مجال الصحة بغير رجعة و يستمر الممرض الفاسد في امتصاص دماء المرضى المسحوقين .
صور عديدة تبين أن لوبي الفساد بمفاهيمه العرجاء غيب المصلحة العامة التي تتعالى عن المصالح الشخصية الضيقة ، إنها مصالح باقية ذات نفع عميم و آثار إيجابية على الجميع ، إنهم طيلة خمس سنوات اشتروا ضمائرنا و ألستنا بجزرهم لكن عصاهم الغليظة دكت مصالحنا العامة فغابت مشاريع التنمية و العيش الكريم ، غرقنا في الظلام و الجحيم و اغتنى أعضاء العصابة و راكموا الثروات و العقارات على حساب مصالحنا العامة التي غابت إلى أجل غير مسمى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق