الجمعة، 17 أبريل 2015

ضياع أطفالنا : من يتحمل المسؤولية ؟



تيمولاي 24: بوزرع ابراهيم
  إن كل مصيبة تقع في منطقتنا إلا و يتحمل فيها المجلس الجماعي الفاشل القسط الأكبر من المسؤولية ، فعندما يختفي ثلاثة أطفال و تسود المنطقة حالة من الرعب و يفتح الباب على مصراعيه على أسوأ الاحتمالات و التكهنات , وبعد استنفار للجميع نعثرعلى الأطفال و نكتشف أنهم كانوا في جولة ترفيهية عبر بساتين القرية .
  أول شيء قامت به الساكنة في عملية البحث  الهرولة نحو " شوارج " المنتشرة في ربوع المنطقة و المعدة أصلا لتجميع المياه من أجل استغلالها في عملية السقي, و في غياب فضاءات للعب و الترفيه و انعدام مسبح جماعي مراقب محمي و آمن لأطفالنا و إبان ارتفاع درجات الحرارة تتحول " الشوارج " إلى مسابح مجانية مفتوحة في وجه العموم مما يعرض فلذات أكبادنا إلى خطر محقق و لا يمكن أن ننسى مهما طال الزمان ذكرى الشهيد " أيوب " الذي ما تزال مسؤولية وفاته معلقة في عنق المجلس الجماعي الفاشل .
سألت أحد الصغار عن حاجات أطفال تيمولاي حتى لا تكرر نفس المأساة ؟ أخبرني بكل براءة أن أطفال تيمولاي بحاجة إلى حديقة حيوانات و فضاءات ألعاب و بحر و مسبح . أحلام الصغار للأسف لم تجد من يلبيها فالمجلس الفاشل طيلة الست سنوات الماضية منشغل باقتسام الكعكة و تذويب الميزانية في أبواب خيالية لا تمت للواقع بصلة ،ملايين ذهبت لجيوب أعضاء العصابة، ازدادت ثرواتهم وانتفخت بطونهم بالمال الحرام و تنافسوا في شراء آخر الماركات من السيارات و التهام مزيد من العقارات .
و من لم يستصغ ما أقول فليرجع المسلسل لحلقاته الأولى ليرى كيف تغيرت الأحوال و لا تصدقوا من قال :"أنها حصيلة ثلاثين سنة من التجارة أو ادخار و اقتصاد من راتب شهري أو بركة إرث عائلي " السر في ميزانيات الجماعة التي أضحت " كعكة " تسيل اللعاب و تدجن و تروض اليساري المسكين و تجعل من المعلم المربي كذابا و خادما للأعتاب ، إنها كذلك تعلي الحفاة العراة الجهلة و تجعلهم سادة يشار لهم في بلاد النعاج و النفاق بالأسياد .
و أخيرا أقول : حسبنا الله و نعم الوكيل في العصابة و في كل من سار في تيارها و كان عونا و خادما لأعتابها . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق