الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

سيرة الحكيم " عبد الله بها " من المسيد إلى المدرسة



تيمولاي 24:
سؤال بلال التليدي: هل يمكنك أن تحدثنا عن بداياتك الأولى؟
جواب عبد الله بها: ولدت في جماعة الأخصاص في قبيلة تسمى "إيد شاعود" وتبعد ببضع كيلومترات عن بلدية الأخصاص، في مكان يسمى أزضان قرب دوار "إيد بركة"، وكان للوالد أرض بتلك المنطقة، وتزوج الوالدة من هذه المنطقة، وولدت فيها سنة ,1954 وعشت هناك حوالي سبع سنوات، ثم رحلنا إلى جماعة "إفران الأطلس الصغير" (أصل الوالد، والمسكن الأصلي للعائلة).. ودخلت إلى المدرسة النظامية "مجموعة مدارس إفران، وتحديدا فرعية أغبالو العين" وتوجد إفران حاليا في الحدود ما بين إقليم تزنيت وإقليم كلميم، وكانت تابعة يومها لإقليم أكادير، و كنت أتردد على "المسيد" في العطل، و قد رجح الوالد أن أتفرغ للدراسة في التعليم العتيق، فكان الخروج من المدرسة والتفرغ لحفظ القرآن الكريم في المسجد.. و كانت السلطات في عقب الاستقلال تحرص على تعميم التعليم وإجباريته، وأذكر أن قائد القرية استدعى مجموعة من التلاميذ، ودعاهم إلى ضرورة الرجوع إلى المدرسة، فاستجاب التلاميذ وبقيت وحدي في "المسيد"، إلى أن تم استدعاء الوالد من طرف الحاكم المفوض، وقد رافقته في هذه الزيارة التي طلب فيها الوالد من الحاكم المفوض تركي في الكتاب، ولكن الحاكم المفوض ألح على الوالد أن يسمح لي بالدراسة في المدرسة النظامية لمدة سنتين على الأقل.. فاستشار الوالد أحد العلماء الذين كانوا من أشد أصدقائه وهو العالم سيدي محمد بن أحمد بن عثمان المتوكل (وقد كتبت عنه بمناسبة وفاته في الإصلاح مقالا بعنوان عالم فقدناه) وكان لاستشارته أثر كبير على مسار حياتي إذ أشار على الوالد تركي في المدرسة العصرية، فاستأنفت الدراسة في المدرسة، ووصلت إلى حدود قسم الابتدائي الثاني، ونجحت في هذا القسم غير أني أعدت السنة ولم أنتقل للمتوسط الأول، لأن المدرسة التي يدرس فيها المتوسط الأول والثاني كانت تبعد بخمس كيلومترات، لكني بعد أن أعدت السنة، ونجحت ثانية، عزمت أن أتابع الدراسة وأتحمل المسافة الطويلة التي كنت أقطعها مرتين في اليوم.. وبقيت على هذه الحال حتى تقدمت لامتحان الشهادة سنة ,1967 وانتقلت إلى "بوزكارن" (تبعد عن الدوار ب 18 كيلومتر) بعد أن حصلت على منحة دراسية، وابتدأ مسار جديد في ثانوية محمد الشيخ مقيما في داخليتها، وقضيت بها السلك الإعدادي (أربع سنوات) ثم التحقت بثانوية عبد الله بن ياسين بإنزكان بعد أن اخترت الشعبة العلمية. و قضيت سنتين بهذه الثانوية، و مر الموسم الدراسي 1971/1972 في جو جد مضطرب، إذ لم تتوقف الإضرابات التي كان ينظمها اليسار طيلة السنة، فكانت تلك السنة بيضاء واضطررنا إلى تكرار السنة.

  بلال التليدي، ذاكرة الحركة الإسلامية المغربية، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، أبريل 2014، المطبعة طوب بريس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق