تيمولاي 24:
تيمولاي تلك الجماعة القروية الشحيحة الموارد الطبيعية الغنية بالطاقات و الكفاءات البشرية في شتى المجالات ، لم يبرها غالب أبنائها الذين غادروها مكرهين إلى شتى المدن المغربية و العالمية ، و بقي خيرة شبابها يناضلون بشتى الطرق و الوسائل من أجل إنقاذها و رفع التهميش و اللامبالاة الذين يمارسان عليها من لوبيات الفساد و أخطبوط الأمية و المصالح الشخصية الضيقة ، بعض الشباب اختار العمل الجمعوي من خلال إطارات ثقافية و تنموية و تربوية ،و البعض أراد إسماع صوت الألم و الحقوق المغتصبة عبر أثير الإبداع و خاصة قناة فن الراب الذي يفرض نفسه بقوة بين شريحة الشباب كوسيلة للتعبير و النضال و التعبير عن الحرية التي انعدم أريجها و غابت في تيمولاي فضاءتها .
و من الشباب الذين ساروا على هذا الدرب و اختاروا الراب وسيلة للتعبير عن التهميش و البوح بالجراح الكثيرة لتيمولاي ، الأخوان يوسف و هشام حتوس الذين أسسا أول فرقة للراب في جماعة تيمولاي سنة 2008 و اختارا لها اسم Why N’kne،أي لماذا نحن ؟ قراءة لعنوان المجموعة يجعلك تفهم أن لوبي الفساد استهدف الشباب و تربص بهاته الفئة التي يتطلع لها الجميع ، لتكون قاطرة التغيير و الإصلاح في جماعة شاب فيها الفساد ، و استحكم في عقول كبرائها الذين ترسخت عندهم كون تيمولاي تنتج فقط أبناء بعقليات منمطة تطبع و تستلم للواقع النتن و تأكد لديهم أن دوام هذا الحال رهين بتهميش الشباب ، و إغراقهم في دوامة الإدمان و الظواهر السلبية المدمرة بشتى أشكالها ، لكن مرارة الواقع أيقظت روح المبادرة في الأخوين حتوس فكانت لهما الشجاعة ليعلنا عن ولادة فرقة Why N’kne، لتصرخ في وجه اللوبي الفاسد المفسد و تعلنها جهارا نهارا نحن نريد التغيير ، و ارحل يا فساد و معك شرذمتك التي أزكمت روائحها الكريهة أنفاسنا ؟ إنها كلمات يريد منها أصحابها إيقاظ الغافلين من سباتهم العميق و يهبوا للتغيير و إنقاذ قريتهم التي تحتضر و تسير بخطى سريعة نحو الهاوية .
لا تقتصر مواضيع أغاني فرقة Why N’kne على مشاكل تيمولاي و الهوية الأمازيغية بل هي منبر للتعبير عن صلة الأخوة و المشاعر المتبادلة بين الأخوين الشقيقين يوسف و هشام، و أيضا لسان يحكي أهم الأحداث التي تجري بينهما ، إن الراب عند الأخوين حتوس نافذة للحرية و التعبير و مرآة تعكس العلاقات الإنسانية و المشاكل المجتمعية .
و إلى حدود الساعة أصدرت فرقة Why N’kne ألبوما من 8 أغاني و يستعدون لإصدار مقطعين مصورين سيجرى تصوير أحداثهما بكل من تيمولاي و تارودانت و ورزازات ، و تحضر الفرقة للمشاركة في تصفيات بوليفار الدار البيضاء سنة 2013 التي تجرى بمدينة أكادير .
و للإشارة فهشام و يوسف حتوس من مواهب تيمولاي الأول طالب يدرس السينما في ورزازات و يوسف طالب تخصص معلوميات و تسييرالمقاولة بتارودانت كلاهما متيم بالإبداع سواء في خشبة المسرح أو وراء كاميرا التصوير ، موهبة وعشق دفعهما رفقة شباب آخرين لهم نفس الاهتمام إلى إنشاء فرقة أمود للمسرح التي حملت صبغتها القانونية مؤخرا في إطار جمعية أمود للإبداع الفني ، الهدف دائما التغيير عن طريق الإبداع الذي كان الفيلم الأمازيغي " هَايينْ سْرُون / أنا قادم إليكم " أول محطاته .
ليست هناك تعليقات: