تيمولاي 24:محفوظ أيت صالح
بعد حادث غرق سيارة من الحجم المتوسط و غرق 16 راكبا من عائلة واحدة كان الناجي الوحيد هو " محند أكربال " " المساء " استجمعت تفاصيل روايته من أجل إعادة تشكيل صورة هذه الفاجعة التي هزت قرية تيمولاي بضواحي بويزركارن إقليم كلميم فقد كانت السيارة تقل 17 فردا من عائلتين ، من بينهم ثلاثة ذكور و الباقي إناث ، كانوا متوجهين إلى حفل زواج بمدينة أكادير .
العرس المأتم :
حوالي الساعة السابعة مساء , كان أفراد الأسرة يحثون السير للوصول إلى العرس في أسرع وقت ممكن , حيث ظلت النساء يرددن مجموعة من الأهازيج و كانت تسير أمامهم سيارة أرخى من نفس النوع تقل أفرادا آخرين ينتمون لنفس العائلة , و عندما وصلت السيارتان إلى وادي تيمسورت قطعته السيارة الأولى وواصلت طريقها , في حين أن سائق السيارة الثانية و الذي يبلغ من العمر 30 سنة و الذي كان يسير ببطء تردد في قطع الوادي بعد أن حذره محند أكربال الناجي الوحيد , إلا أن السائق قرر أن يقطعه , و مع ارتفاع منسوب مياه الوادي ووجود مجموعة من الحفر , لم يستطع السائق أن يمر من المكان المناسب حيث هوت العجلة اليسرى في المنحدر لتهتز السيارة بمن فيها و تجرفها المياه بعيدا , ومع توالي دوران السيارة انفتح أحد أبوابها و بدأت تلقي بمن فيها واحدا تلو الآخر ,في الوقت الذي ظل الناجي الوحيد بداخلها إلى أن توقفت بسبب بعض الحواجز التي أعاقت حركتها , و تمكن من أن يقفز بعد أن جرفته السيول لمسافة قدرها ما يفوق كيلومترين .
هواتف لا ترد :
وفي الوقت الذي كانت السيارة غارقة وسط الأوحال و السيول العاتية , كان أفراد الأسرة الذين كانوا على متن السيارة الأولى قد وصلوا إلى جماعة الأخصاص , أي قطعوا مسافة تزيد عن أربعين كيلومتر , و انتبهوا إلى أن السيارة الثانية لم تلحق بهم بعد , الأمر الذي حذا بهم إلى ربط الاتصال بهم , إلا أن جميع الهواتف لم تكن ترد ,مما أثار أجواء من الخوف و الهلع في نفوسهم و اضطرهم للعودة من حيث أتوا , ليفاجؤوا بأن جميع من كانوا على متن السيارة الثانية قد جرفتهم السيول و بدؤوا في إطلاق نداء الاستغاثة من أجل التعرف على مصير أفراد عائلاتهم .
في مركز الدرك :
حوالي الساعة التاسعة من ليلة السبت 22 نونبر . كان محند أكربال يقف أمام مركز الدرك الملكي ببويزكارن , بعد أن ساعده بعض أبناء المنطقة في الوصول إليه , حيث كان في حالة يرثى لها بعد أن ابتلع كمية كبيرة من المياه المختلطة بالأوحال , و بعد أن تمزقت كل الثياب التي كانت عليه , فضلا عن هول الصدمة جراء مشاهد الموت التي مرت أمامه , إلا أنه حشب شهادته , كان الدرك يتعاملون مع روايته بنوع من البرودة معتقدين أنه يعاني من متاعب نفسية , و لم يأخذوا أقواله بجدية رغم تدخل أحد الأشخاص من أجل التأكيد على حجم الكارثة التي ألمت بالشخص , الذي ترك وراءه ثلاثة أطفالا و يعمل بقالا في قريته تيمولاي , كما تم الاحتفاظ به في تلك الحالة و لم يتم طلب الإسعاف له .
البحث عن الجثث :
البحث عن الجثث :
ذكر الفاعل الجمعوي , عبدالله الهوداني , المتتبع لتفاصيل القضية أن عناصر الدرك الملكي وبعد أن تم إقناعهم بتفاصيل الحادث خرجوا إلى عين المكان , و كانت أولى الجثث التي عثروا عليها لفتاة في مقتبل العمر رفقت سيدة مسنة , و يحتمل أنهما ظلتا متشبثتين ببعضهما البعض إلى آخر لحظة من عمرهما , كما أن آثار الحناء لا تزال على كفي الفتاة و قدميها و بعد أن عاينت عناصر الدرك الجثثين , كان من الضرورة أن تعود إلى مركز الدرك من أجل مباشرة إجراءات الاتصال بالنيابة العامة و إخبارها بوجود الجثثين إلا أنه وحسب شهادة المصدر ذاته , فبعد عودة الدركيين إلى مكان الجثثين تبين لهما أن السيول قد جرفتهما إلى مكان بعيد لتبدأ رحلتة البحث عتهما .
الناجي الوحيد :
"محند أكربال " , الناجي الوحيد من هذه الحادثة ، فقد خالتيه و ابنتي خالته و خاله , في حين أن زوجته لم ترافقه لأنه تعذر عليها حضور العرس بسبب أن لديها صبيا في سن الرضاعة ,بالإضافة إلى طفلتين لا يمكنهما مرافقته في مثل هذه المناسبة ,وباقي النساء من نفس العائلة و رغم اختلاف الاسم العائلي بينهما فقد كان الجميع من دوار تيمولاي .
لصوص الذهب :
لصوص الذهب :
ذكرت شهادات من عين المكان أن بعض الأشخاص الذين شاركوا في عملية البحث عن الجثث لم يكن همهم المساعدة في العثور على الجثث ,بقدر ما كان همهم البحث عن الحلي التي كانت تحملها النساء الضحايا , بعد أن علموا أن غالبية من كانوا في السيارة الغارقة من النساء , كما أنهن كن يقصدن حضور عرس عائلي , الأمر الذي أسال لعابهم ،و هو ما أكدته الممرضات اللواتي أشرفن على عملية غسل و تكفين جثث الضحايا , حيث لم يكن مع الضحايا أي نوع من الحلي , سواء تعلق الأمر بخواتم أو أساور أو غيرها ، كما أن أسر الضحايا عثرت على الألبسة التي كانت النساء يتزين بها لحضور حفل الزفاف .
العثور المتأخر :
حسب الفاعلين الجمعويين بالمنطقة و أسر الضحايا ، فإن أولى الجثث لم يتوصل بها إلا في صبيحة يوم الأحد 23 نونبر الجاري ، حيث تم العثور على ضحيتين حوالي الرابعة مساء .ولم تتوصل الأسر بالجثث إلا بعد صلاة المغرب ،حيث أقيمت الجنازة مباشرة بعد صلاة العشاء من يوم الأحد ، في حين لم تتوصل العائلات بالدفعة الثانية التي كانت تتكون من سبع جثث إلا في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين و المتكونة من سبعة ضحايا آخرين حيث تم دفنهم بعد صلاة المغرب من ذلك اليوم .
جريدة المساء العدد 2539 .الخميس 27/11/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق